استقطب موقع فيسبوك، ومنذ انشائه في فبراير عام 2004، ما يزيد عن 2.1 مليار مستخدم شهريًا. يمضي الشخص العادي حوالي 35 دقيقةً يوميًا في استخدام الموقع مما يعادل عامًا ونصف على مدى حياته. ووفقًا لأحدث الاحصائيات حول إيرادات
موقع التواصل الاجتماعي، فقد حقق موقع فيسبوك زيادة في الأرباح بمعدل 47% عامًا بعد عام.
إن النجاح الواسع لموقع
فيسبوك لم يمنع من حدوث بعض الجدل الذي تمحور بشكلٍ كبير حول خوارزمية الصفحة الرئيسية. قد يبدو الأمر غامضًا بالنسبة لعامة الناس، إذ تقوم الخوارزمية بتحديد الترتيب الذي سيظهر وفقه المحتوى على الصفحة الرئيسية، وبالتالي التحكم في المعلومات التي سيتم عرضها أمام ما يقارب ملياري شخص يوميًا.
أعلنت شركة فيسبوك مؤخرًا إحداث تغيير واضح في نظام الترتيب الخاص بالخوارزمية مما قد يشكّل تهديدًا على قدرة المؤثرين والعلامات التجارية والمنصات الجديدة في النجاح من خلال الموقع. سنقوم هنا بتوضيح كلّ ما يتعلق بتطوّر خوارزمية فيسبوك خلال هذا الوقت، بما في ذلك التغييرات الحديثة وآثارها المتوقعة على المؤثرين والتسويق لهم.
ما هي خوارزمية فيسبوك؟
تقوم خوارزمية فيسبوك بتحديد الترتيب الذي سيظهر وفقه المحتوى في الصفحة الرئيسية للمستخدمين (المحتوى الذي سيراه المستخدم بمجرد تسجيل دخوله إلى الموقع). تتضمن الصفحة الرئيسة محتوىً متنوعًا بما في ذلك المنشورات المطروحة من أصدقاء المستخدم على الموقع، أو المنشورات المطروحة من قبل الصفحات العامة التي يتابعها المستخدم، بالإضافة إلى الإعلانات والمحتويات المقترحة.
وفقًا لفيسبوك، فإن الخوارزمية تتضمن نظام ترتيب فردي يعمل على التنبؤ بطبيعة المحتوى الذي قد يفضّله مستخدمٍ معيّن أكثر من غيره، وبناءً على هذا يتم ترتيب الصفحة الرئيسية. هناك العديد من العوامل التي تؤثر على ظهور المحتوى في الصفحات الرئيسية لبعض المستخدمين بما فيها طريقة عرض المحتوى وناشره بالإضافة إلى النشاطات السابقة للمستخدم.
تطوّر خوارزمية فيسبوك
تعرّضت خوارزمية فيسبوك خلال الاعوام الماضية للعديد من الانتقادات لاحتوائها على عيوبٍ واضحة. فعلى الرغم من أنها تمنح المستخدم تجربةً مريحة، إلا أنه تم انتقادها لخلقها نوعًا من الحصر للمعلومات، فهي تساعد المستخدم في التركيز على المعلومات التي توافق أهواءه بدون التطرّق إلى وجهات نظرٍ أخرى. يرى الكثيرون بأن نظام الترتيب الخاص بالصفحة الرئيسية يمثّل مشكلة نظرًا لأن معظم الأشخاص يستخدمون موقع فيسبوك كمصدرٍ للأخبار والتطورات السياسية.
بالإضافة لذلك، فقد واجه الموقع منذ انشائه عدة مشاكل مع الناشرين الذين قاموا بالاعتماد على فيسبوك كمنصةٍ لتجارتهم غير المشروعة. في عام 2015، تخطى فيسبوك موقع جوجل في كونه مصدرًا مرجعيًا للتجارة غير المشروعة. لعلّ التغييرات القديمة والحديثة في خوارزمية فيسبوك ساهمت في جعل الموقع يفقد قيمته كمنصةٍ للنشر والتوزيع مما عرّض نجاح الناشرين هناك للخطر.
من الأوقات التي ثار بها الجدل ايضًا مايو عام 2016 حين تبيّن أن العاملين في فيسبوك يتلاعبون بالطريقة التي تظهر بها أهمّ الأحداث على الصفحة الرئيسية وذلك في محاولة لقمع الإعلام المعارض. وفي سبتمبر من نفس العام، تم الكشف عن وجود إعلانات محرّضة قد تم شراءها من قبل شركة روسية من شأنها التأثير على قرارات الناخبين الأمريكيين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016.
في سياق الصفحة الرئيسية، ستجد أن الأخبار الملفقة أصبحت موضوعًا رئيسيًا وذلك بسبب الحسابات الوهمية التي تقوم بدفع الأخبار المزيفة نحو الصدارة.
التغييرات الحديثة في خوارزمية الفيسبوك
ومع بداية 2018، تغير كل شئ، ونجد أن شركة فيسبوك قد صرّحت عن نواياها بصبّ تركيزها على الحسابات الشخصية أكثر من محتوى الناشر. أعلن مارك زوكربيرغ في الحادي عشر من يناير بأن فيسبوك يعمل على تعديل خوارزمية الصفحة الرئيسية بطريقةٍ تسمح بإعطاء أولوية الظهور لمنشورات العائلة والأصدقاء عوضًا عن منشورات الصفحات العامة.
صرّح زوكربيغ من خلال منشور على موقع فيسبوك قائلًا: " سيكون من المتوقع أن ترى المزيد مما ينشره أصدقاؤك وعائلتك والمجموعات، مع ظهورٍ أقل للمحتويات من الصفحات العامة مثل المنشورات التجارية والإعلامية" هذا وقد أعاد زوكربيرج التأكيد على التغييرات من خلال آخر إعلانٍ لأرباح الشركة، وقام بمناقشة موضع اهتمام الفيسبوك الحالي المتمثل في التركيز على "التواصل الفاعل بين الناس" بدلًا من "الاستهلاك السلبي للمحتوى". وفقًا للتقديرات، فإن التغييرات في الخوارزمية قد أدت إلى تقليص الوقت الذي يتم امضاؤه في استخدام موقع فيسبوك بما نسبته 5% خلال الربع الرابع من عام 2017، بما يوضَح مدى جدية الشركة في قيامها بإعادة ترتيب الصفحة الرئيسية.
وفي اكتوبر 2019 اعلن فيسبوك تغيير جذري اخر، يعمل على ايصال كل منشور من الصفحات بناء على مدى اهتمام المستخدمين بالصفحة، وهذا راح يقلل الوصول الطبيعي أكثر بناء على ذلك، وهذا يعني انه المنشورات التي كان تظهرك كمستخدم من صفحات ذات علاقة بها ولكنك غير مهتم بالتفاعل معها، لن تعد تظهر لك أو للمستخدمين الآخرين مجددا، مما سيدفع العلامات التجارية لمزيد من الانفاق على
اعلانات فيس بوك أكثر من ذي قبل.
المنشورات التي سيراها المستخدمون في بداية الصفحة الرئيسية:
- المحتوى الذي ينشره أصدقاؤهم على الموقع.
- المنشورات التي تعزز التواصل بين الاشخاص.
- المنشورات التي تخلق نوعًا من الحوار.
المنشورات التي سيقل ظهورها على الصفحة الرئيسية للمستخدمين:
- المحتوى الذي تنشره الصفحات العامة.
- المنشورات التي تعزز التواصل بين الاشخاص والصفحات.
- المنشورات التي تستدرج المتابعين للتفاعل.
ما هو أثر التغييرات في خوارزمية فيسبوك على المؤثرين والعلامات التجارية؟
ما زال الأثر الكامل للتغيرات في خوارزمية الصفحة الرئيسية غير واضحٍ بما فيه الكفاية. هذا وستجد أن المؤثرين والعلامات التجارية والمنصات الجديدة التي تعتمدُ على موقع فيسبوك كمكانٍ أساسي لتجارتها سيعانون بشكلٍ كبير نتيجة لانخفاض إمكانية الوصول إلى منشوراتهم. فمثلا تمتلك
جيسيكا نيجري، وهي عارضة ترويجية، ما يزيد عن 4.7 مليون متابع على حسابها في موقع فيسبوك، بدأت تشتكي من التغييرات الأخيرة التي طرأت على خوارزمية الصفحة الرئيسية والتي عملت على تقليص الوصول إلى صفحتها بشكلٍ كبير.
وفي ضوء التغييرات الأخيرة على خوارزمية الفيسبوك، سيتوجب على المؤثرين و العلامات التجارية القيام بالتنويع في أساليب نشر المحتوى الخاص بهم من خلال الاستفادة من المدونات و
منصات التواصل الاجتماعي الأخرى، وكما قلنا رغم أنه ما زالت الأثار الكاملة للتغيرات الجديدة على الصفحة الرئيسية غير واضحة المعالم تمامًا، ولكن بكل الأحوال تبدو أن الأمور لن تكون في صالح صفحات الفيسبوك وكذلك للعلامات التجارية والمؤثرين والناشرين الذين يتخذونها وسيلةً لهم.
الآن كيف ترى أن هذه التغيرات في خوارزمية فيسبوك قد تؤثر على عملك؟ اخبرنا في التعليقات💬 واذا ترغب في المزيد من المقالات المميزة التي تفيدك في عملك، تابعنا على تويتر و لينكد إن! 💪🏻