هل سبق أن جذب اهتمامك أحد اليوتيوبرز بشكل لا يصدق؟ هل تتابع يوتيوبر ما بشغف و لا تضيع فرصة معرفة جديده و مشاهدة كل فيديوهاته؟ هل تساءلت يوما عن السبب الذي يجذب انتباهك نحوهم ويجعلك تريد متابعة محتواهم أكثر؟
إليك الجواب في هذا المقال الذي سنعرض لك فيه أهم 4 سمات يتميز بها اليوتيوبرز وقنوات اليوتيوب شديدة الاغراء لدرجة تدفعك لالتهام الفيديوهات واحدة تلو الأخرى ثم الاشتراك دون أن يطلب منك ذلك. ان هذه الصفات سوف تجدها ايضا لدى المؤثرين الأكثر نفوذا على مواقع التواصل الاجتماعي المرئية كفيسبوك واليوتيوب وانستقرام وسناب شات ومؤخرا تيك توك.
1. السرد القصصي
كل يوتيوبر في جعبته قصص يريد مشاركتها مع متابعيه لكن لا أحد منهم سيرغب في الاستماع إليه ما لم تقدم القصة نفسها نوعًا من القيمة للمستمع. ومن أجل تقديم محتوى ذي قيمة بالنسبة للمتابع، يجب على اليوتيوبرز الناجحين تعلم فن سرد القصص. من خلال القيام بذلك، يأسرون اهتمامات جمهورهم ويتواصلون معهم خارج نطاق مقطع فيديو واحد.
هناك 3 نقاط جوهرية تجعل اليوتيوبر راويًا جيدًا لمحتواه :
- يجب أن يكون الهدف وراء سرد القصة محدداً و واضحاً: فيجب أن تهدف كل قصة إلى سرد المعلومات أو إقناع أو جذب اهتمام الجمهور نحو موضوع معين. إن لم تقدم القصة أحد هذه الأغراض فلا داعي لسردها فهي لن تعطي المستمع سببًا لمشاهدة الفيديو.
- اجعل القصة تنساب بسلاسة: أولا يجب أن تُفتتح ببداية متماسكة، ثم عرض التفاصيل بشكل لذيذ، ثم اختم القصة بادهاش. ابني شخصيات القصة، والديكور وحدد وقت حدوث القصة واطرح الإشكال أو معضلة القصة ثم اقترح الحل حتى يشعر الجمهور باكتمال و تماسك القصة بحلول نهاية الفيديو.
- إضافة العواطف: في معظم الأحيان، لا تكمن أهمية الفيديو في مضمون القصة و إنما في طريقة عرضها. فاليوتيوبرز الأكثر نجاحًا يفتتحون دائمًا مقاطع الفيديو بلقطة مميزة ، وقد يعني ذلك استخدام مزحة أو قصة قصيرة أو حتى مفاجأة. ثم يضيفون على الفيديو مشاعر مختلفة عن طريق تغيير الإيقاع و الصوت و النبره و حتى لغة جسدهم وتعبيرات وجوههم.
اليوتيوبر الدحيح مثال ساطع لروائي القصص المحترف. فمعظم مقاطع فيديوهاته تدور حول قصة غريبة تقود الفيديو الذي قد يشرح ظاهرة معقدة ولكن عبر تلك القصة البسيطة والرهيبة في ذات الوقت، وما أن ينتهي من سرد القصة الا ويكون المشاهد قد اكمل استيعاب ظاهرة علمية أو طبيعية محيرة ومعقدة ولكن مع مزيج القصة أو ربما القصص داخل الفيديو لم يشعر بمرور الوقت.
2. الأصالة
يحافظ اليوتيوبرز الأكثر شعبية على مصداقيتهم أمام جمهورهم فهذا الأمر مهم جدا لأنه يبني الثقة بينهم. وهناك حاجة إلى الثقة في أي علاقة لإقناع الآخرين بالتفكير أو التصرف بطريقة معينة. لذلك سواء كانت شخصيتهم ساخرة ، حلوة وبريئة أو صريحة ، فيجب عليهم امتلاكها في مقاطع الفيديو. إذا حاولوا نسخ شخصية مؤثر آخر، فسيشعر الجمهور بها تلقائيًا وسيتم تجاهل محتواه لاحقا.
خذ عمر الغامدي كمثال قوي على هذا، فالسبب الذي يجعل المتابعون يحبونه و يتابعونه هي مواقفه التي لا تتماشى مع الأراء السائدة بالمجتمع، فحتى لو كان غريبا أحيانا أو مخالفا للرأي العام لا زال يوصل صراحته لمتابعيه فشخصيته متشابهة في كل فيديوهاته وهذا الأمر يجعل المشاهدين يحترمونه.
3. حضور المشاعر الشخصية
الحزن أو الغضب أو الفرح و غيرها من المشاعر تظل صفات بشرية و يمكن لأي شخص أن يشعر بها.
ولذلك تجد اليوتيوبرز الرائعين يستخدمون هذه الحقيقة للتواصل مع متابعيهم. فهم كباقي البشر عرضة للخطر ولا يخشون إظهار مخاوفهم أو اخطائهم. إذا قضوا مثلا يوما سيئا أو كانوا في حيرة من أمرهم، فإنهم يعرضونه في الفيديو دون حرج. عندما يعلم أحد المشاهدين أن الشخص على الجانب الآخر من الشاشة يتعرض في يومه لنفس صفاته العاطفية وأن حياته واقعية و بعيدة عن المثالية، حينها يتم بناء اتصال فوري و يزيد من إقبال وإعجاب المشاهد بالمؤثر.
4. فهم جمهورهم جيدا
من المحتمل جدا أن يتابع الجمهور مؤثرا ما لأنهم مهتمين فقط بما هو مناسب لهم. فقد يشتركون في قناته أو يتابعونه لأنه يقدم لهم بعض المعلومات القيمة لهم أو ربما لأن المحتوى الذي يقدمه يرفه عنهم. ولكن عندما ينشئ المؤثر مقاطع فيديو يعتمد فيها على ما يحبه هو فقط من دون أن يأخذ بعين الاعتبار ما يريده جمهوره فقد يقلل ذلك من عدد متابعيه ويؤدى الي زيادة معدل ارتداد المتابعين.
والمؤثرين الأكثر نجاحًا هم في الحقيقة بائعون جيدون، فالمنتج الذي يعرضونه هو شخصيتهم و فيديوهاتهم والسوق المستهدف هو مشاهديهم.
ومن أجل "بيع" منتجاتهم بشكل جيد، يجب عليهم فهم ما يتوق إليه الجمهور ومعرفة تطلعاته. فمثلا أن يحددوا عمر جمهورهم ، ومقاطع الفيديو التي شاهدوها لوقت أطول أو الفيديوهات التي حصدت إعجابات أكثر أو من خلال تحليل محتوى التعليقات.
و باستخدام التحليلات والاحصائيات والرؤى التي توفرها مواقع التواصل الاجتماعي، يمكن للمؤثرين تحديد الفئة المستهدفة التي تستجيب لمحتواهم بشكل أكبر. وبمجرد أن يحددوا هذه الفئة يركزون عليها أكثرو يواصلون إنشاء أنواع متنوعة من الفيديوهات التي تتماشى مع ميولات هذه الفئة.
على سبيل المثال، إذا قمت بإنشاء مقاطع فيديو تعرض فيها وصفات تجميلية أو وصفات طبخ لجمهورك ثم غيرت اتجاهك بشكل مفاجئ وقررت إنشاء مقاطع فيديو لتعليقات ألعاب الفيديو، فسيشكل الأمر ارتباكا لدى الجمهور و هناك احتمالية أن يلغوا اشتراكهم من قناتك. نصيحتنا لك أن تلتزم بفهم جمهورك وتقدم لهم ما يريدون.
و أفضل مثال لذلك اليوتيوبرة الشيف نادية المتخصصة في الطبخ، فقد كرست قناتها لتقديم مقاطع فيديو حول كيفية صنع الكعكة و الحلويات بأنواعها. و هي تفهم جيدا السبب الذي يجعل جمهورها يشاهدها و تعمل لإنشاء هذه الأنواع من مقاطع الفيديو التي تجعل الجمهور يعود إليها باستمرار.
ختاما،
على الرغم من صعوبة أن تصبح مؤثرا وتكسب ثقة جمهورك لما يقتضيه الأمر من جهد و وقت واستثمار في شخصيتك إلا أن هناك بعض السمات التي رصدناها أعلاه، والتي تعتبر قواسم مشتركة بين أفضل المؤثرين.
ما عليك الآن إلا تسأل نفسك عما إذا كانت قناتك أو حساباتك الاجتماعية تضم أيًا من هذه السمات وإذا لم يكن الأمر كذلك، فابدء بتطبيقها من الآن و أخيرا وليس آخرا لا تنسى أن تقرأ مقالنا الرائع كيف تصبح يوتيوبر؟ ثم تركز بدقة على ما يهم جمهورك و إعطائهم ما يريدون 💬
تصنيفات أخرى : يوتيوب يوتيوبر صانع محتوى
